الأعراض التي تشير إلى خمول الغدة الدرقية وكيفية علاجها
يدرك الكثير من الناس أهمية عمل الغدة الدرقية في التحكم في أداء عملية التمثيل الغذائي ووزن الجسم. ولكن هل كنت تعلم أن الاكتئاب وأمراض القلب والإرهاق المزمن والفيبرومايليجيا (وهو مرض يتسبب في اضطراب مزمن يتميز بالألم العضلي الهيكلي على نطاق واسع والتعب، كما تصبح بعض المناطق أكثر حساسية)، ومتلازمة ما قبل الحيض وأعراض سن اليأس وآلام المفاصل والعضلات ومتلازمة القولون العصبي، أو أمراض المناعة الذاتية
يمكن أن تشير في الواقع إلى وجود مشكلة في عمل الغدة الدرقية لديك؟
الأعراض التي تشير إلى خمول الغدة الدرقية وكيفية علاجها |
وتشمل الأعراض التقليدية لخمول الغدة الدرقية زيادة الوزن والخمول وضعف جودة الشعر والأظافر وفقدان الشعر وجفاف الجلد، والتعب وبرودة اليدين والقدمين والإمساك - - فكل تلك الأعراض معروفة جيداً بشكل نسبي.
ولكن هناك بعض الحالات التي ربما لا تقوم بالربط بينها وبين عمل الغدة الدرقية لديك مثل:
* إرتفاع نسبة الكولسترول.
* عدم انتظام الدورة الشهرية.
* إنخفاض الرغبة الجنسية.
* العقم.
* أمراض اللثة.
* احتجاز السوائل داخل الجسم.
* بعض المشاكل الجلدية مثل الحبوب والأكزيما.
* مشاكل في الذاكرة.
* ضعف القدرة على التحمل.
وفي الحقيقة فإن هناك المزيد من الحالات التي يمكن أن ترتبط بضعف عمل الغدة الدرقية. حيث أن الغدرة الدرقية تقريباً لها دور محوري تقوم به في كل العمليات الفسيولوجية داخل الجسم. ولذلك فعندما يحدث عدم توازن في أدائها، فبالتالي يحدث عدم توازن لك شخصياً. ولهذا السبب فمن المهم للغاية أن تعي كيفية عمل الغدة الدرقية وما يمكن أن تتسبب في حدوثة عندما تختل.
والحقيقة المؤلمة هي أن نصف الأشخاص الذين يعانون من قصور في عمل الغدة الدرقية لم يتم تشخيص حالتهم. وبالنسبة لهؤلاء الذين تم تشخيص حالتهم، فقد تم معالجة حالاتهم بشكل غير كافي، ونتج عن ذلك شفاء جزئي في أفضل الأحوال.
قصور عمل الغدة الدرقية: الوباء الخفي
وبمنتهي البساطة فإن القصور في عمل الغدة الدرقية يعني أنك تعاني من خمول الغدة الدرقية أو عدم نشاطها، مما يعني أنها تقوم بإنتاج كمية غير كافية من هرمونات الغدرة الدرقية.
أما قصور عمل الغدة الدرقية (دون السريري) فيعني أنه ليس لديك أية أعراض واضحة مع وجود قصور طفيف عند إجراء اختبار معملي لها. وسوف أقوم بمناقشة هذا الاختبار بالتفصيل أثناء تقدمنا حيث يمثل مصدرا كبير جدا للحيرة بالنسبة المرضى، وأيضا بالنسبة للكثير من ممارسي الرعاية الصحية.
وللأسف فقد أصبحت مشاكل الغدة الدرقية شائعة بشكل كبير. كما أن هناك بعض عناصر نمط الحياة اليومي والتي تساهم في ارتفاع معدل السمنة والسرطان ومرض السكري واختلال عمل الغدة الدرقية – فالسكر والأغذية المصنعة بشكل كامل والتوتر العصبي وتلوث البيئة ونقص ممارسة الرياضة تعتبر أيضاً من المساهمات الضخمة.
فهناك ما يقرب من 10% من الإجمالي العام لسكان الولايات المتحدة، وحوالي 20% من النساء اللائي تجاوزت أعمارهن الـ 60 عاماً، يعانون من قصور الغدة الدرقية دون السريري (أي لا يواجهون أعراض مرضية ملحوظة). ولكن هناك نسبة مئوية ضئيلة جداً من هؤلاء الأشخاص هم الذين تمت معالجتهم.
لما ذلك؟
لأن هناك الكثير من الأعراض التي لا يتم فهمها، كما يحدث سوء فهم لنتائج الاختبارات المعملية، وبالتحديد لنتائج اختبار هرمون TSH (وهو هرمون تحفيز الغدة الدرقية). حيث يعتقد معظم الأطباء أنه إذا كانت نسبة هرمون TSH في المعدل "الطبيعي" فإن الغدة الدرقية تعتبر سليمة. ولكن هناك الكثير والكثير من الأطباء الذين اكتشفوا أنه لا يمكن الاعتماد بشكل كبير على نسبة هرمون TSH في تشخيص قصور الغدة الدرقية. حيث أن المعدل "الطبيعي" لهرمون TSH يتغير بشكل مستمر!
ففي محاولة لتحسين تشخيص أمراض الغدة الدرقية في عام 2003 قامت الجمعية الأمريكية للأمراض السريرية والغدد الصماء (AACE) بمراجعة وتصحيح المعدل "الطبيعي" لمجموعة هرمونات الغدة الدرقية TSH، والذي قد تم تعرفيه بالمستويات 0.3 إلى 3.04 وكان قد تم تعريف ذلك المستوي سابقاً بـ 0.5 و5.0 والتي كانت ترفع العلم الأحمر فقط في حالات الغدة الدرقية الصارخة.
ولكن مازال ذلك المعدل الجديد غير معتمد عليه كلياً كمؤشر وحيد لوجود خلل في الغدة الدرقية. فبمنتهى البساطة لا يمكن أن تحدد مستوى هرمونات TSH "الطبيعي" بالنسبة للجميع، دون النظر لعامل السن والصحة والكثير من العوامل الأخرى.
وبعد توضيح ذلك، وبالرغم من أن معظم الأطباء الذين يتبعون تلك الشروط بكل حرص يدركون أن أية مستوى لهرمون TSH يتعدى 1.5 يمكن أن يكون مؤشر قوي على عدم نشاط الغدة الدرقية.
إلا أن تقييم مستوي هرمون الغدة الدرقية TSH ما هو إلا جزء من القصة، حيث أن الأعراض التي تشعر بها، وما يكتشفه الاطباء في جسدك والجينات الوراثية ونمط حياتك، وتاريخك المرضي هم أيضاً اعتبارات مهمه جداً. وسوف يبدأ تحقيق التقدم ضد أمراض الغدة الدرقية فقط عندما يتعلم الأطباء علاج المريض وليس الاعتماد على اختبار المعمل.
فهم كيفية عمل الغدة الدرقية هو الخطوة الأولى
تقع الغدة الدرقية في مقدمة العنق وهي جزء من جهاز الغدد الصماء أو النظام الهرموني. فهي تفرز الهرمونات الرئيسية في عملية التمثيل الغذائي والتي تتحكم في كل وظائف الجسم. حيث تتفاعل هرمونات الغدة الدرقية مع كل الهرمونات الأخرى بما في ذلك هرمون الأنسولين والكروتيزول والهرمونات الجنسية مثل هرمون الاستروجين وهرمون بروجستيرون وهرمون تستوستيرون.
وتفسر الحقيقة التي تقول أن كل تلك الهرمونات ترتبط ببعضها ويتم بينها اتصال مستمر سبب ارتباط عدم سعادة الغدة الدرقية بالكثير من الأعراض والأمراض واسعة الانتشار.
حيث أن تلك الغدة الصغيرة تفرز هرمونات الغدة الدرقية الرئيسية وهما هرمونان معروفان بالرموز T3 و T4. و90% من الهرمونات التي تفرزها الغدة تكون في شكل هرمون T4، وهي الصورة الغير نشطة. ويقوم الكبد مع بعض المساعدة من الأنزيمات بتحويل هذا الهرمون T4 إلى هرمون T3 وهي الصورة النشطة.
كما تفرز الغدة الدرقية أيضا هرمون يسمى T2، وهو هرمون آخر لم يتم فهم وظيفته حتى الآن ولكنه من مكونات الغدة الدرقية وهو محور الكثير من الدراسات الجارية.
كما تعمل هرمونات الغدة الدرقية على التغذية من إنتاج حلقات المخ - - وبصفة خاصة منطقة الغدة النخامية وتحت المهاد - - حيث أن تنظيم إفراز هرمونات الغدة الدرقية يعتمد على الغدة النخامية لأنها تنتج هرمون TRH( محفز لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية)، كما أن تحت المهاد أيضاً ينتج TSH. فإذا كان كل شيء يعمل بشكل ملائم، سوف تقوم بعمل ما تريد وسوف تحصل على الكمية المناسبة من هرمونات T4 و T3.
كما أن هذان الهرمونان- -T3 و T4 - - يقومان بالتحكم في التمثيل الغذائي لكل خلية في الجسم. ولكن توازنهما الحساس يمكن أن يختل نتيجة لعدم توازن التغذية والسموم والمواد المثيرة للحساسية والعدوى والتوتر العصبي.
وإذا كان مقدار هرمون T3 غير كافي، سواء كان ذلك نتيجة لعدم كفاية ما يتم إنتاجه أو لم يتم تحويل هرمون T4 بشكل مناسب، فسوف تعاني كل أجهزة الجسم.
فكما ترى فإن هرمون T3 مهم بشكل حاسم لأنه يخبر نواة الخلية بأن ترسل رسائل للحمض النووي حتى يُزيد من معدل أداء عملية التمثيل الغذائي عن طريق حرق الدهون. ونتيجة لهذا فإن هرمون T3 يعمل على خفض مستويات الكوليسترول، ويساعد على إعادة نمو الشعر، كما يساعد أيضاً في الحفاظ على جسمك خالي من الدهون.
كيف تعلم إذا ما كان لديك قصور في عمل الغدة الدرقية
تشخيص القصور في الغدة الدرقية وتحديد أسبابه هو عملية معقدة. حيث أن الكثير من الأعراض تتداخل مع الكثير من أعراض الأمراض الأخرى، والكثير منها غامض. وغالباً ما يخطئ الأطباء في تشخيص مشاكل الغدة الدرقية لأنها تعتمد على القليل جدا من الاختبارات التقليدية، وبالتالي لا يتم كشف بعض الدلائل الأخرى التي تشير إلى تلك المشكلة.
ولكن يمكنك إيجاد الأدلة المفقودة!
كلما زادت قدرتك على تقييم ما لديك من أعراض وعوامل خطرة مع تقديم صورة كاملة لطبيبك بشكل منظم، كلما كان من السهل أن يقدم لك طبيبك المساعدة المطلوبة.
ففي بعض الأوقات يعاني الأشخاص الذين لديهم قصور في عمل الغدة الدرقية من تعب محدد أو كسل، بصفة خاصة في فترة الصباح. كما يمكن أن تعاني من بحة في الصوت بدون سبب واضح. وغالباُ ما يعاني الأشخاص الذين لديهم مشاكل في الغدة الدرقية من بطء الشعور بالدفء حتى داخل السونا، ولا يتعرقون عند القيام بالتمرينات الرياضية المعتدلة. كما أن الشعور بالاكتئاب وسوء الحالة المزاجية شيء شائع لديهم.
كما أن بطء عمل الأمعاء والإمساك هما من الدلائل الرئيسية، وبصفة خاصة إذا كنت تحصل على كمية كافية من الماء والألياف.
هل الثلث العلوي والخارجي لحاجبيك رفيع أو مختفي؟ ففي بعض الأحيان يعتبر هذا مؤشر لبطء عمل الغدة الدرقية. كما أن الالتهابات المتكررة والمزمنة هي أيضا من العلامات التي يتم ملاحظتها لدي مرضي الغدة الدرقية وهذا لأن الغدة الدرقية مهمة جدا لعمل جهاز المناعة.
وهناك علامة أخرى مُنبهة على قصور عمل الغدة الدرقية وهي انخفاض درجة حرارة الجسم القاعدية (BBT)، حيث تكون أقل من معدل97.6 درجة فهرنهايت لمدة 3 أيام متواصلة بحد أدنى. ومن الأفضل أن تحصل على ثرمومتر لتقييم درجة حرارة الجسم.
وماذا عن تاريخ العائلة؟ هل لديك أحد الأقارب كان لديه مشاكل في الغدة الدرقية؟
فبعض التاريخ المرضي للعائلة قد يشير إلى أن يكون هناك مخاطر أعلى للإصابة بالقصور في عمل الغدة الدرقية منها:
*إرتفاع أو انخفاض عمل الغدة الدرقية.
* تضخم الغدة الدرقية.
* أن يكون الشخص أعسر.
* مرض السكري.
*أمراض المناعة الذاتية مثل (التهاب المفاصل الروماتويدي، الذئبة الحمراء، الساركويد(هو مرض مزمن لسبب غير معروف يتميز بتضخم الغدد الليمفاوية في مناطق كثيرة من الجسم وظهور واسع النطاق للأورام الحبيبية)...إلخ.
*مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي.
* التصلب المتعدد (وهو مرض مزمن تدريجي، يتضمن الأضرار التي لحقت بجدران الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي).
* إرتفاع مستويات الكولسترول.
إذا كان لديك شك بأن لديك قصور في عمل الغدة الدرقية فيجب مراجعة الطبيب، حتى يقوم بتقييم حالتك، بما في ذلك طلب اختبار الدم لتقييم أداء الغدة الرقية.
الاختبارات المعملية
بالرغم من أن الاختبارات المعملية ليست النهاية – بالنسبة لتشخيص مشاكل الغدة الدرقية – إلا إنها جزء هام من عملية التشخيص ككل. فالمفتاح هو أن تنظر للصورة بالكامل.
وهناك دراسات جديدة تقول بأن هناك احتمالات مرتفعة جدا بتفشي مرض قصور الغدة الدرقية لدي سكان الخط الحدودي الغربي. فهناك الكثير من الحالات دون السريرة، وحتى أنها لا تظهر على الإطلاق على مستوى القياس المعملي ويطلق عليها "دون المعملية" .
كما أن تواجد قصور في عمل الغدة الدرقية غالباُ ما يتسبب في ظهور أمراض أخرى مزمنة أو يزيد من حدتها. والكثير من الأطباء سوف يطلبون إجراء اختبار واحد فقط - - وهو اختبار تحديد مستوى هرمون TSH. وهو اختبار غير كافي على الاطلاق وبلا معني إذا تم إجراءه منفرداً، كما أنه سيكون إهداراً لأموالك. فسوف يكون كالقول بأن معرفة جودة المياه بأن يكون مذاقها جيد.
وأنا أنصح بالجدول التالي من الاختبارات المعملية إذا كنت ترغب في الحصول على أفضل صورة لأداء الغدة الدرقية:
TSH- - النسخة مرتفعة الحساسية. هذا هو أفضل اختبار. ولكن يجب الحذر من المعدل "الطبيعي" لأنه بمنتهى البساطة سوف يكون قد تم عملة بصورة خاطئة. فالمستوي المثالي لهرمون TSH هو بين 1 و1.5 miu/l (ملي وحدة دولية لكل ليتر).
هرمون T4 الحر وهرمون T3 الحر. المستوي الطبيعي لهرمون T4 الحر هو ما بين 0.9 و1.8 ng/dl (نانو جرام لكل ديسيلتر).
كما أن هرمون T3 يجب أن يكون بين 240 و450 pg/dl (بيكوغرام لكل ديسيلتر).
الأجسام المضادة للغدة الدرقية وتشمل أجسام الغدة الدرقية المضادة لإنزيم الجلوثانين والأجسام المضادة لثايروجلوبولين. ويساعد قياس ذلك في تحديد إذا ما كان جسمك يهاجم الغدة الدرقية، أو أنها تبالغ في ردة فعلها تجاه أنسجتها (مثال: ردود فعل المناعة الذاتية). وغالبا ما يتجاهل الأطباء هذا الاختبار.
بالنسبة للحالات الصعبة يمكن أن يتم قياس هرمون TRH (هرمون إطلاق الغدة الدرقية) باستخدام اختبار تحفيز هرمون TRH. حيث أن هرمون TRH يساعد في تحديد قصور عمل الغدة الدرقية الناتج عن عدم كفاية انتاج الغدة النخامية.
وهناك بعض الاختبارات الأخرى التي يمكن أن تشير إلى بعض الحالات الأكثر تعقيداً مثل اختبار مسح الغدة الدرقية، وسحب عينه منها بإبرة رفيعة جدا، والموجات فوق الصوتية. ولكن تلك الاختبارات متخصصة جداُ ولن يستخدمها طبيبك إلا في بعض الحالات القليلة جدا أو بعض المواقف الخاصة.
وحتى إن كانت كل نتائج اختباراتك المعملية "طبيعية"، بالرغم من أن لديك العديد من أعراض الغدة الدرقية، فمن الممكن أن يظل الاحتمال قائما بأن لديك قصور في عمل الغدة الدرقية دون السريري.
كيفية الحفاظ على صحة الغدة الدرقية في عالم مليء بالسموم
الآن بعد أن أصبح لديك بعض الفهم لأهمية الغدة الرقية وكيفية عملها، دعنا نلقي نظرة على العوامل التي يمكن أن تتسبب بسهولة في مشاكل في عمل غدتك الدرقية.
النظام الغذائي
تشير اختيارات نمط حياتك بدرجة كبيرة إلى كيف ستعمل غدتك الدرقية. وإذا اتبعت خطتي في كيفية تناولك لأنواع الأغدية المناسبة لك، كما أن تلك الخطة الغذائية سوف تعمل على رفع كفاءة التمثيل الغذائي لديك، وبالتالي سوف يكون لدى الغدة الدرقية وقت أسهل لتحافظ على مراقبة كل شيء. فتناول النوع المناسب لك سوف يحافظ على مستوي سكر الدم لديك في المعدل الطبيعي ومستويات الدهون كما يعزز من كفاءة جهازك المناعي، وبالتالي سوف يبقى لغدتك الدرقية القليل من المشاكل التي يجب أن تتغلب عليها.
فيجب إزالة الأطعمة الضارة والأطعمة المصنعة والمُحليات الصناعية والدهون المتحولة وكل شيء يحتوي على مكونات كيميائية. ولابد أن تتناول أغذية كاملة غير مصنعة، ويجب أن تختار الأطعمة العضوية قدر المستطاع.
الحساسية ضد الجلوتين وبعض الأغذية الأخرى
الحساسية ضد الجلوتين وبعض الأطعمة الأخرى هي من بين أكثر الأسباب شيوعاً للخلل في عمل الغدة الدرقية لأنها تسبب الالتهابات. حيث يتسبب الجلوتين في ردة فعل مناعية لدى الكثير من الأشخاص ويمكن أن يكون المسئول عن الاصابة بما يعرف بحالة هاشيموتوا الغدة الدرقية، وهي حالة من حالات المناعة الذاتية للغدة الدرقية.
فحوالي 30 % من الأشخاص الذين يعانون من حالة هاشيموتوا الغدة الدرقية يكون لديهم ردة فعل مناعية ضد الجلوتين، وعادة ما تكون تلك الحالات غير معلومة.
كيفية عمل ذلك، يمكن للجلوتين أن يتسبب في تعطل الجهاز الهضمي، وبالتالي لا يتم هضم الطعام الذي تتناوله ( ويعرف هذا بمتلازمة الأمعاء أو الأمعاء الراشحه). وبالتالي يمكن في حينها أن يتم امتصاص جزيئات الطعام في مجرى الدماء حيث يعرفها جسمك بشكل غير صحيح على أنها دخلاء - - وهي الأشياء التي لا يجب تواجدها في هذا المكان - - مما يحفز الجسم ويجعله يقوم بإنتاج الاجسام المضادة لمحاربتها.
ويتشابه هؤلاء الدخلاء مع جزيئات الغدة الدرقية. مما يدفع الجسم لمهاجمة الغدة الدرقية دون قصد. ويعرف هذا بردة فعل مناعية، وفي تلك الحالة يقوم جسمك فعلا بمهاجمة نفسه.
ويمكن إجراء اختبارات الحساسية ضد الجلوتين والأغذية الأخرى، والتي تتضمن قياس الأجسام المضادة igG و igA.
الصويا
الصويا هو غذاء آخر مُضر للغدة الدرقية. ففول الصويا ليس الغذاء الصحي كما تروج له شركات الزراعة والأغذية الصناعية.
حيث أن فول الصويا غني جدا بالأيسوفلافون (أو الجيستروجينز) { وهي عبارة عن المواد التي تقمع وظيفة الغدة الدرقية عن طريق التداخل مع امتصاص اليود، ونتيجة لذلك يحدث تضخم الغدة الدرقية}، مما يعمل على إتلاف الغدة الدرقية. كما أن هناك الألاف من الدراسات الحديثة التي تربط بين منتجات الصويا الغذائية وبين سوء التغذية، وإجهاد الجهاز الهضمي ، وضعف الجهاز المناعي والتدهور المعرفي، والإضطرابات الإنجابية والعقم، ومجموعة كبيرة من المشاكل الأخرى - - بالإضافة إلى تدمير الغدة الدرقية.
ومن الممكن أن تكون منتجات الصويا المخمرة بشكل صحيح مثل الناتو والميسو ليست بالسيئة - - ولكن منتجات فول الصويا الغير مخمرة هي ما يجب أن نبتعد عنه تماماً.
زيت جوز الهند
زيت جوز الهند هو أحد أفضل الأغذية التي يمكن أن تتناولها حتى تفيد الغدة الدرقية. وهذا لأن زيت جوز الهند هو عبارة عن الدهون المشبعة التي تحتوي على سلسلة متوسطة من الدهون الثلاثية، والتي يعرف عنها أنها تقوم برفع مستوي عملية الأيض مما يحفز إنقاص الوزن.
كما يعرف عن زيت جوز الهند أنه مستقر جدا (يمكن تخزينه في درجة حرارة الغرفة لفترة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات)،مما يجعل جسمك غير مُثقل نتيجة لعملية الاكسدة التي تحدث بعد تناول الطعام كما يحدث في حالة تناول العديد من الزيوت النباتية الأخرى. كما أن زيت جوز الهند لا يعيق تحول الهرمونات T3 و T4 كما يحدث في حال بعض الزيوت الأخرى.
اليود
اليود هو المكون الرئيسي لهرمونات الغدة الدرقية. وفي الواقع فإن أسماء الهرمونات المختلفة للغدة الدرقية تعكس عدد جزيئات اليود المرفقة بها - - فمثلا هرمون T4 يحتوي على أربعة جزيئات من اليود، وهرون T3 يحتوي على ثلاثة - - وهذا يوضح مدى أهمية الدور الذي يلعبه اليود في الكيمياء الحيوية للغدة الدرقية.
فإذا كنت لا تحصل على الكمية الكافية من اليود من نظامك الغذائي ، فبغض النظر على مدي صحة وحالة الغدة الدرقية، فلن يتوفر لها المواد الخام التي تستخدمها في إفراز الهرمونات.
أما الكلور والفلور والبروم فهم الجناة في عمل الغد الدرقية، وهذا نظراً لأنهم هاليدات مثل اليود، وبالتالي فهم يتنافسون على مستقبلات اليود لديك.
فإذا تعرضت للكثير من البروم، فلن تتمكن من الاحتفاظ بكمية اليود التي تحتاج إليها. فالبروم متواجد في الكثير من الأشياء المحيطة بك في حياتك اليومية - - مثل البلاستيك والمبيدات الحشرية والعلاجات التي تتم في الحوض الساخن، ومثبطات الحريق، وبعض الدقيق والمخبوزات، وحتى بعض المشروبات الغازية.
كما يجب التأكد من أن الماء الذي يتم شربه قد تم تنقيته. حيث أن الفلوريد بصفة خاصة يدمر الغدة الدرقية. وليست كل منقيات الماء (الفلاتر) تقوم بالتخلص من الفلور، لذا يجب أن تحرص على أن يكون جهاز تنقية الماء الخاص بك ينقيها من الفلور.
التوتر وعمل الغد الكظرية
التوتر العصبي هو أحد أسوأ المجرمين في حق الغدة الدرقية. حيث يرتبط عمل الغدة الدرقية ارتباطاً وثيقاً بعمل الغدة الكظرية، والتي تتأثر بشكل كبير جدا بكيفية تحملك للضغوط العصبية.
فالكثير منا يرزخ تحت وطئة التوتر المزمن، مما يؤدي إلى زيادة مستويات هرمونات الأدرينالين والكورتيزول، فارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول له تأثير سلبي على عمل الغدة الدرقية. حيث تنخفض مستويات هرمونات الغدة الدرقية بشكل كبير أثناء التوتر، بينما يحتاج الجسم إلى المزيد من هرمونات الغدة الدرقية أثناء مروره بفترات التوتر العصبي.
وعندما يصبح التوتر العصبي مزمن، تقوم الغدة الكظرية بإنتاج فيضان من المواد الكيميائية التي تتسبب بالتوتر (الكورتيزول والأدرينالين) وتعيق تلك الهرمونات عمل هرمونات الغدة الدرقية مما يساهم في حدوث السمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وعدم استقرار مستوى سكر الدم والكثير من الأثار الأخرى.
والاستجابة المُطولة للتوتر العصبي يمكن أن تؤدي إلى إنهاك الغدة الكظرية (المعروف أيضا بتعب الغدة الكظرية)، والذي غالباً ما يحدث كأثر جانبي لأمراض الغدة الدرقية.
كما يقوم التلوث البيئي بإلقاء المزيد من الضغوط العصبية على الجسم. فالملوثات مثل البتروكيماويات ومركبات الكلور العضوية والمبيدات الحشرية والإضافات الغذائية الكيميائية تؤثر سلبياً على عمل الغدة الدرقية.
وأحد أفضل وسائل التخلص من التوتر هو الرياضة، وهذا هو السبب وراء كونها مفيدة جدا للغدة الدرقية.
حيث تقوم الرياضة بالتحفيز المباشر للغدة الدرقية لتأمين المزيد من هرمونات الغدة الدرقية. كما تزيد الرياضة من حساسية كل الأنسجة تجاه هرمونات الغدة الدرقية. فالبرغم من الفوائد الصحية الكثيرة والمتعددة للرياضة إلا أن أغلبها ينبع مباشرة من تحسن أداء الغدة الدرقية.
وفي بعض الأحيان يكون حتى مقدار بسيط من ممارسة الرياضة مثل المشي لمدة 30 دقيقة هو شيء جيد جدا، وكل ما ستحتاج إليه هو زوج جيد من الأحذية الرياضية. ولا تنسى إضافة بعض تمارين القوة لبرنامجك الرياضي، لأن زيادة نمو الكتلة العضلية يساعد في ازدياد معدل أداء عملية الأيض في الجسم.
كما يجب أن تحرص أيضا على أن تحصل على فترة نوم كافية. حيث يساهم عدم كفاية النوم في التوتر العصبي كما يمنع جسمك من أن يجدد نفسه بشكل كامل.
وأخيراً، أحد أفضل الطرق لخفض التوتر هو استخدام اداة علم نفس الطاقة مثل تقنية الحرية العاطفية. فالمزيد والمزيد من الأشخاص يمارسون علم نفس الطاقة ويشعرون بنتائج مذهلة.
الخيارات العلاجية لخمول الغدة الدرقية
إليك بعض المقترحات التي يمكن استخدامها للحصول على دعم عام للغدة الدرقية، كما أنها تعالج قصور أدائها:
* تناول الكثير من خضروات البحر مثل أعشاب البحر والتي تعتبر غنية جدا بالأملاح المعدنية واليود ويطلق عليها أسماء (هاجيكي، وكاما، أراما، دولس (كنافة البحر)، نوري، وكومبو) تلك هي تقريبا أفضل اشكال المكملات الغذائية لليود كم أنها تكتظ بالكثير من الفوائد الغذائية.
* تناول المكسرات البرازيلية، والتي تعتبر غنية جدا بعنصر السيلينيوم.
* يجب الحصول على الكثير من ضوء الشمس لتحسين مستوي فيتامين D؛ وإذا كنت تعيش في مكان لا يوجد به الكثير من أشعة الشمس، فيمكن استخدام المكملات الغذائية لفيتامين D3.
* يجب تناول الأغذية الغنية بفيتامين A، مثل نبات الهندباء والجزر والسبانخ واللفت والسلق السويسري والكرنب والبطاطا الحلوة.
* يجب الحرص على تناول كمية كافية من الحمض الدهني أوميجا 3.
* استخدام زيت جوز الهند النقي والعضوي في اعداد وصفاتك - - فهو ممتاز جدا في اعداد الوصفات التي تعتمد على القلي السريع والسوتيه والكثير من وصفات الخضروات واللحوم.
* يجب تنقية مياه الشرب والاستحمام باستخدام الفلاتر.
* يجب تنقية الهواء، حيث أن أحد أهم الأسباب التي تؤثر في عمل الغدة الدرقية هو التلوث البيئي.
* استخدام حمام سوانا الاشعة تحت الحمراء حتى تساعد جسمك في التغلب على العدوى والتخلص من السموم الناتجة عن التعامل مع المواد الكيميائية، والمعادن، والكلور، والمبيدات الحشرية، والزئبق.
* تناول الشلوريلا ( وهي عبارة عن الطحالب الخضراء وحيدة الخلية مشتركة الموائل البرية والمائية، وكثيرا ما تحول المياه الراكدة إلى اللون الأخضر) حيث تعتبر مساعد آخر ممتاز للتخلص من السموم.
* هناك تقرير يقول بأن الكثير من النساء اللائي كن يعانين من خلل في اتزان الهرمونات قد حدث لهن تحسن ملحوظ نتيجة لاستخدامهن لعشب من أمريكا الجنوبية يطلق علية اسم مكا.
* قم بعمل خطوات فعالة للحد من التوتر عن طريق ممارسة التأمل أو الاسترخاء أو نقع نفسك في حوض ماء دافئ، أو عمل أي شيء مهما كان طالما يجدى نفعا في تهدئة أعصابك.
* الرياضة، الرياضة، الرياضة!
بدائل هرمونات الغدة الدرقية
إذا كنت متأكد من ضعف أداء الغدة الدرقية لديك، وكان ذلك بغض النظر عن عمل بعض التغييرات الداعمة لها في نمط حياتك اليومي والتي تم مناقشتها بالفعل، فربما يجب حينها النظر إلى المكملات الغذائية للغدة الدرقية.
تناول هرمونات الغدة الدرقية يجب أن يحدث فقط بعدما تكون قد تفحصت كل الأسباب الأخرى التي يمكن أن تتسبب في عدم كفاءة الغدة الدرقية، مثل تعب الغدة الكظرية، والحساسية ضد الجلوتين وبعض الأغذية الأخرى، وعدم توازن الهرمونات... إلخ, فيكون دائما من الأفضل أن تجعل الغدة الدرقية تعمل مرة أخرى بمعالجة السبب، بدلا من تناول مصدر خارجي لهرمونات الغدة الدرقية،
ولكن في بعض الأحيان تكون المكملات ضرورية.
وعادة ما يكون العلاج بالأدوية التقليدية من بدائل هرمون T4 فقط ومثال على تلك العلاجات ساينثوريد، ليفوكسيل، ليفوثيرويد، يونيثيرويد، وليفوثيروكسين، ويجعل جسمك يقوم بتحوليها إلى هرمون T3.
ولكن هناك بعض الأبحاث التي أظهرت أن الجمع بين هرمون T4 وهرمون T3 يكون عادة أكثر فاعلية من هرمون T4 وحده. حيث يمكن أن يتم إعاقة تحويل هرمون T3 نتيجة لعدم كفاية العناصر الغذائية مثل انخفاض مستوي عنصر السيلينيوم، أو عدم كفاية الحمض الدهني أوميجا 3، أو انخفاض الزنك، أو وجود تأثيرات كيميائية من البيئة المحيطة أو وجود توتر عصبي، وفي كثير من الأحيان قد يؤدي وجود هرمون T4منفرداً إلى تحسن جزئي.
كما أن تناول هرمون T3 منفردا يكون في العادة محفزاً للغدة الدرقية أكثر مما ينبغي. كما أن العقار كيتوميل هو ذو مفعول قصير جداً لهرمون T3 والذي يمكن أن يتسبب في حدوث بعض الأعراض مثل خفقان القلب، والقلق، والتهيج، والأرق. ولا أنصح أبدا بهذا الدواء.
وحتي الآن يعتبر منهج المزج بين هرمون T4 وهرمون T3 يعتبر هو العلاج الأفضل. أما المنتجات الطبيعية للغدة الدرقية مثل عقار أرمورثرويد وهو عبارة عن مزيج من هرمونات T4 و T3و T2 والمصنوع من غدد الخنازير المجففة. ولكن على مر السنين اكتسب عقار أرمور ثرويد سمعة سيئة، من وجهة نظر الأطباء حيث أنه يعتبر غير مستقر ولا يمكن الاعتماد عليه من حيث الجرعات. ولكن، قد تم عمل الكثير من التحسينات على هذا المنتج، ليتم جعلة اختيار آمن وفعال لعلاج قصور عمل الغدة الدرقية في وقتنا الحالي.
وفي الواقع، فإن هناك دراسة قد تمت منذ 10 سنوات ماضية وقد أوضحت بكل شفافية أن المرضى الذين يعانون من قصور عمل الغدة الدرقية قد اظهروا تحسن كبير جدا في الحالة المزاجية ووظائف المخ إذا ما تلقوا العلاج بعقار أرمور ثرويد أكثر منه في حال إذا ما تلقوا العلاج بعقار سينثرويد.
والجرعة المثلى من عقار أرمور ثرويد تتراوح بين 15 إلى 180 مليجرام، ويعتمد ذلك على الحالات الفردية. وسوف تحتاج إلى وصفة طبيه للحصول عليه.
وتناولك لبدائل الغدة الدرقية لا يعني بالضرورة أنك سوف تحتاج إليها طوال ما تبقى من حياتك، حيث يعتبر هذا اعتقاد خاطئ. فبمجرد أن تتصحح كل العوامل التي أدت إلى سوء عمل الغدة الدرقية، فربما تتمكن من خفض كمية أو إيقاف بدائل الغدة الدرقية.
وبمجر أن تنتظم على تناول بدائل هرمونات الغدة الدرقية، فأنا أنصحك بمراقبة تقدمك عن طريق الانتباه لما تشعر به، بالإضافة إلى عمل دراسات معملية.
كما يجب أن تتفقد درجة حرارة جسمك القاعدية بشكل روتيني. فإذا كنت تتناول الجرعات الصحيحة، فإن درجة حرارة جسمك القاعدية يجب أن تكون حوالي 9806 درجة فهرنهايت.
وإذا بدأت بالشعور ببعض الأعراض مثل القلق والخفقان والإسهال وارتفاع ضغط الدم، أو أن يكون قياس النبض عن طريق المعصم أكثر من 80 نبضة في الدقيقة، فمن المحتمل أن تكون الجرعة التي تتناولها عالية أكثر مما ينبغي حيث أن تلك هي أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، ويجب عليك أن تُعلم طبيبك بهذا في الحال.
أفكار أخيرة:
مشاكل الغدة الدرقية لا تختلف عن أي مرض مزمن آخر - - ويجب عليك معالجة الأسباب الأساسية إذا كنت ترغب في حل تلك المشكلة. والطريق إلى الشفاء ربما يتضمن مجموعة متنوعة من الانحناءات والانعطافات قبل أن تجد ما يصلح بالنسبة لك، ولكن يجب أن تستمر في خوضه.
فإذا وصلت إليه من منظور شامل وكلي، فسوف تجد بمرور الوقت أن كل الخطوات الصغيرة التي أقدمت على اتخاذها قد أسهمت في النهاية بشعورك بالتحسن أكثر مما كان يمكن أن تتخيل.
المصدر
الأعراض التي تشير إلى خمول الغدة الدرقية وكيفية علاجها
Reviewed by خسس نفسك
on
10:23 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: