رجيم

دور ميكروبيوم الأمعاء في التحكم بالوزن: العلاقة الخفية بين البكتيريا والهضم وحرق الدهون





في السنوات الأخيرة، بدأ العلماء في كشف الستار عن أحد أعقد الأسرار المتعلقة بصحة الإنسان، وهو ميكروبيوم الأمعاء—أي مجتمع البكتيريا النافعة التي تعيش في الجهاز الهضمي. قد تبدو كلمة "بكتيريا" في البداية سلبية، لكنها في الحقيقة تلعب دورًا محوريًا في صحة الجسم، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالوزن، وحرق الدهون، والشهية.

1. ما هو ميكروبيوم الأمعاء؟

ميكروبيوم الأمعاء هو مجموعة من التريليونات من الكائنات الدقيقة (معظمها بكتيريا نافعة) التي تعيش في الجهاز الهضمي. هذه البكتيريا ليست ضيوفًا فقط، بل هي شركاء نشطون في عمليات الهضم، امتصاص المغذيات، تنظيم المناعة، وإنتاج بعض الفيتامينات مثل B12 وK.

2. كيف تؤثر بكتيريا الأمعاء على الوزن؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن توازن الميكروبيوم يمكن أن يكون عاملًا حاسمًا في التحكم في الوزن. هناك أنواع معينة من البكتيريا تساعد على:

زيادة كفاءة استخراج الطاقة من الطعام، مما يعني أن شخصين يأكلان نفس الكمية من الطعام قد يمتص أحدهما سعرات حرارية أكثر بسبب تركيب بكتيريا الأمعاء لديه.

تحفيز أو تثبيط الشهية من خلال تأثيرها على إفراز هرمونات مثل الجريلين (هرمون الجوع) واللبتين (هرمون الشبع).

تقليل الالتهابات التي تؤدي إلى مقاومة الإنسولين وتخزين الدهون.


3. خلل الميكروبيوم = زيادة في الوزن؟

عند حدوث اختلال في توازن البكتيريا النافعة مقابل الضارة (وهي حالة تُعرف باسم Dysbiosis)، يصبح الجسم أكثر عرضة لتخزين الدهون، وخصوصًا في منطقة البطن. هذا الخلل يمكن أن ينتج عن:

تناول المضادات الحيوية المتكرر.

الإفراط في تناول السكريات والدهون المهدرجة.

نقص الألياف في النظام الغذائي.

قلة النوم أو التوتر المزمن.


4. أطعمة تدعم ميكروبيوم الأمعاء وتزيد من الحرق

هناك نوعان من الأطعمة المفيدة:

أ) البروبيوتيك (Probiotics):

وهي البكتيريا النافعة نفسها، وتوجد في:

الزبادي الطبيعي (خصوصًا الخالي من السكر).

الكيمتشي والميسو والمخللات المخمرة طبيعيًا.

مشروب الكيفر (لبن متخمر غني بالبروبيوتيك).


ب) البريبيوتيك (Prebiotics):

وهي الألياف التي تتغذى عليها البكتيريا النافعة، وتوجد في:

البصل والثوم والكراث.

الموز غير الناضج.

الشوفان وحبوب الشعير.

الأرضي شوكي (الخرشوف).


5. تحسين الميكروبيوم = تحكم أفضل في الوزن

عند تقوية الميكروبيوم بالأطعمة المناسبة، يبدأ الجسم في تنظيم الشهية تلقائيًا، وتقليل الرغبة في السكريات، وتحسين مقاومة الإنسولين، وزيادة الحرق أثناء الراحة. الميكروبيوم الصحي ينتج أحماض دهنية قصيرة السلسلة (مثل البيوتيرات)، وهي مركبات تقلل من الالتهابات وتحفز الأيض.

6. نصائح عملية لدعم بكتيريا الأمعاء يوميًا

تناول وجبة يومية تحتوي على خضروات غنية بالألياف (بروكلي، كرنب، جزر).

قلل من تناول السكريات الصناعية والمُحليات.

لا تفرط في استخدام المطهرات أو مضادات الحموضة.

مارس التمارين الرياضية، لأنها تدعم تنوع الميكروبيوم.

احرص على نوم منتظم وعميق.




ميكروبيوم الأمعاء ليس مجرد "تفصيلة" في علم التغذية، بل هو مفتاح رئيسي لفهم الجسم وكيفية التحكم في الوزن بشكل طبيعي وآمن. توازن هذه البكتيريا لا يؤثر فقط على الهضم، بل على الشهية، والمناعة، والمزاج، وحرق الدهون. إدخال أطعمة مفيدة للبكتيريا النافعة قد يكون خطوة بسيطة لكنها ثورية في طريقك نحو جسم صحي ومتزن.


دور ميكروبيوم الأمعاء في التحكم بالوزن: العلاقة الخفية بين البكتيريا والهضم وحرق الدهون Reviewed by خسس نفسك on 5:54 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

All Rights Reserved by خسس نفسك © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.